مهارات التفكير الابداعي

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَهوَ الَّذي مَدَّ الأرضَ وَ جَعَلَ فيها رَواسيَ وَأنهاراً وَمن كُلّ ِالثَمَراتِ جَعَلَ فيها زَوجـَين إثنَينِ يُغشي اللَيلَ النَهارَ إنَّ في ذلكَ لآياتٍٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرون ﴾ (الرعد ،3)
أبدع الباري عز وجل في خلقه السماوات و الأرض وجعلها آية في الجمال والكمال والحسن والإبداع . وان الإبداع والإحسان في الخَلق هو الذي قاد العباد إلى معرفة الله،والى إدراك حقيقة عظمته ووجوده.
هناك مثل صيني يقول(إذا أعطيت رجلٌ سمكة ًفسوف يأكلُ يوماً، وإذا علمته صيد السمك فسوف يأكلُ طيلة حياته) .
هناك قناعة لدى جميع البلاد المتقدمة أن الحياة الحضارية المعاصرة والصناعات الحديثة والأجهزة التكنولوجية فائقة التطور لا يمكن أن تبقى وتستمر وترتقي وتتنافس دون استمرار وجود أشخاص مبتكرين بأعداد متزايدة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولقد أدت هذه القناعة إلى دفع حكومات هذه البلاد المتقدمة لرعاية البحوث العلمية التي تهدف إلى اكتشاف المواهب الإبداعية لدى الأفراد وتحديدها ثم قياسها وتنميتها وحسن استثمارها. ولهذا فقد بذل علماء النفس والتربية قدرا كبيرا من الاهتمام لدراسة التفكير الإبداعي والمبتكرين خلال السنوات الأخيرة باعتبار أن هذا النوع من التفكير يمثل حاجة من الحاجات المهمة والملحة لدى المجتمعات من أجل تنمية وازدهار واستغلال ثرواتها وطاقات أبنائها وقدراتهم الكامنة في شتى المجالات، فالأفراد المبتكرون يقومون بأدوار مهمة في تنمية مجتمعاتهم وتطويرها في جميع المجالات ، وعليه فأن التفكير الإبداعي يعد أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها وقد أكد كل من جيلفورد وماسلو وتورانس أن مرحلة الطفولة من المراحل الخصبة لدراسة الابتكار واكتشاف المبتكرين وأن الابتكار إذا لم يشجع في مرحلة الطفولة فأن تشجيعه بعد ذلك يكون ضعيف الجدوى ويؤكد تورانس ضخامة الخسائر في مصادر الثروة الإنسانية التي تتمثل في الأطفال النابغين الذين لا يجدون تشجيعا على إظهار نوع البحث عن هويتهم والذين يمنعهم آباؤهم ومدرسوهم بلا رحمة من مواصلة هذا البحث فيضيعون في الطريق ويتوقفون عن البحث ولا يعملون إلا بقدر ضئيل جدا من إمكانياتهم وقد يتحول بعضهم إلى أشقياء جانحين أو مرضى نفسيين.
كما أكدت أبحاث عديدة أن الابتكار هو صفة مشتركة بين جميع الأطفال إذ أن الطفل قادر على الابتكار الفوري لأنه يولد وهو مزود بدرجة عالية من الوعي وأن الاتجاه الإبداعي كامن في الجنس البشري؛ ولذا يمكن تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال فيما قبل المدرسة الابتدائية سواء داخل الأسرة أم في مدارس رياض الأطفال من خلال أنشطة متعددة يقوم بها الطفل بعد تهيئة المناخ المناسب له نفسيا واجتماعيا وبيئيا. تعريف التفكير الإبداعي:
اختلفت الآراء،وتعددت حول تعريف الإبداع والعملية الإبداعية ، فمنها مايرى أن الإبداع مظهر من مظاهر الخصب والسيولة في التفكير، فهو يعتمد على كمية الأعمال المنتجة بغض النظر عن قيمتها النوعية في عالم الإبداع الفني و العلمي، في حين يرى آخرون أن مقياس العمل الإبداعي يكمن في وزن العمل وقيمته بالنسبة إلى أعمال الآخرين، من حيث جدته واصالته و قدرته على الامتداد بحدود الخبرة إلى آفاق جديدة ،ويرى آخرون انه عبارة عن نشاط عقلي مركب وهادف تـُوجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً،ويرى بعض الباحثين بأنه القدرة على توليد فكرة أو سلوك، وأن الإنسان هو الذي يولد تلك الفكرة الابتكارية، ويظهر هذا في كل مجالات السلوك.

شكرا على الموضوع

مهارات التفكير الابداعي

مهارات التفكير الابداعي

رد: مهارات التفكير الابداعي